شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر شروط الإمام

صفحة 53 - الجزء 3

  الإمامة له أولى؛ لأن الله تعالى ورسوله أعلم بالمصالح منهم. هذا ذكره صاحب المحيط.

  قال: وروى الناصر للحق # في كتاب البساط، قال: حدثنا شيخ أهل الري وزاهدهم محمد بن نوكردا قال: أخبرنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو ربيعة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: بعث رسول الله ÷ أبا بكر ببراءة فلما بلغ ضجنان سمع رغاء ناقة علي فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: خير، إن النبي ÷ بعثني ببراءة خلفك على الموسم، فلما رجع أبو بكر انطلق فقال: يا رسول الله ما لي؟ فقال: «إنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني» يعني علياً #.

  قال الناصر للحق #: وقد رُوِينا هذا الخبر من جهات أنه ÷ قال لأبي بكر لما رجع فسأله: ما لي؟ فقال: «جاءني جبريل # فقال: ربك تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك إنه لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك يعني علياً #».

  قال الناصر #: وفي هذا الخبر أعجب العجب وأدل الدلالة على إمامة علي # وذلك أن إسناد أبي بكر بن أبي قحافة عن رسول الله ÷ عن جبريل # عن الله تعالى إذا كان لا يصح لأن أبا بكر ليس من رسول الله فقد دل على أن علياً # من رسول الله وأنه يبلغ عنه، وأن أبا بكر ليس من رسول الله ولا يبلغ عنه، فإذا كان أبو بكر لا يبلغ عن رسول الله ÷ إلى العباد سورة براءة فهو لجميع فرائض الله أقل تبليغاً.

  قال: وهذا الكلام عارض.

  قال: على أنه روي عن زيد بن علي # أنه قال: إنما لم يقدموا علياً # طمعاً في الرياسة.

  قال: وحدثني والدي ¥ قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن سليمان العلوي