(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  قال السيد حميدان # وقد استدل بهذه الآيات الثلاث: ودلالة هذه الآيات فيما تضمنته من نص الله سبحانه على ولي المؤمنين الذي قرن ولايته لهم بولايته وولاية رسوله ليدل بذلك على وجوب طاعته وإخباره سبحانه وتعالى في الآية الأولى بأنه يأتي به وإتيانه به هو نصه عليه بالصفات التي لم توجد في أحد من الصحابة على أبلغ الوجوه إلا في أمير المؤمنين # وهي المحبة لله ولرسوله.
  ودليل صحة المحبة استمرار الطاعة والنصيحة والجهاد في سبيل الله حق الجهاد والرأفة بالمؤمنين والغلظة على الكافرين وترك خوف اللائمين والتصدق في حال الركوع.
  وأورد الله سبحانه هذه الصفات بلفظ الجمع امتحاناً مع كون ذلك جائزاً في لغة العرب للتعظيم ومع التخصيص بالقرينة التي لم توجد ولا تعلم إلا لأمير المؤمنين وهي التصدق في حال الركوع، ولأن ذلك لو كان عاماً لالتبس ولم يفهم والله سبحانه لحكمته وعدله لا يخاطب بما لا يفهم ولا يعلم في موضع الأمر والإيجاب.
  ولأن العرف جار في كل عصر بأن ولي أمر المؤمنين لا يكون إلا واحداً معيناً معلوماً.
  ولأن النبي ÷ قد بين ذلك بما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى من الأخبار
= والإمام القاسم بن محمد وغيرهم كثير، ثم قال: الأمر كما قال الأمير الحسين بن محمد: إجماع أهل النقل على أن المراد بها علي # إلا من لا يعتد به. انتهى. وممن ذكر نزولها في علي # من المخالفين ابن أبي حاتم في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والخازن في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، والرازي في تفسيره، والطبري في تفسيره، والنيسابوري في تفسيره، والألوسي في تفسيره، والزمخشري في الكشاف، والسيوطي في الدر المنثور، والسمرقندي في بحر العلوم، وفي تفسير مقاتل، والثعلبي في تفسيره، والواحدي في أسباب النزول، وقال الألوسي في تفسيره: والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغيرهم كثير.