(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  فأنزل فيك الله خير ولاية ... وبينها في محكمات(١) الشرائع
  روى هذه الأبيات العنسي في المحجة والقرشي في منهاجه والكنجي في مناقبه وأبو القاسم في كتابه شواهد التنزيل.
  واعلم أن نزول هذه الآية الكريمة في علي # معلوم تواتره مشهور بين العترة $ وشيعتهم وقد حكى إجماع العترة $ على ذلك أبو القاسم البستي | وغيره، وذكر الحاكم أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله بن أحمد الحسكاني النيسابوري في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل طرق الرواية في ذلك عن ابن عباس بروايات، وعن أنس كذلك، وعن محمد بن الحنفية كذلك، وعن عطاء بن السائب، وعن عبدالملك بن جريج المكي، وعن أبي جعفر الباقر، وعن عمار بن ياسر، وعن جابر بن عبدالله الأنصاري، وعن أمير المؤمنين علي #، وعن المقداد بن الأسود.
  قال أي المقداد: كنا جلوساً بين يدي رسول الله إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على فرسه وساق الحديث بطوله حتى قال: وعلي بن أبي طالب يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر والعصر فناوله خاتمه فقال النبي ÷: «بخ بخ بخ وجبت الغرفات» فأنشأ الأعرابي يقول:
  يا أول المؤمنين كلهم ... وسيد الأوصياء من آدمِ
  قد فزت بالنيل يا أبا حسن ... إذ جادت الكف منك بالخاتمِ
  فالجود فرع وأنت مغرسه ... وأنتم سادة لذا العالم
  فعندها هبط جبريل بالآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...} الآية.
  وعن أبي ذر الغفاري وفيها(٢) قال: بينا عبدالله بن عباس جالس على شفير
(١) نيرات. نخ. (من هامش الأصل).
(٢) أي: في رواية أبي ذر. (من هامش الأصل).