شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 123 - الجزء 1

  مختاراً والظلمة بطبعها، وديصانية كذلك إلا أنهم يجعلون الظلمة مواتاً عاجزة عكس النور، ومرقيونية يثبتون ثالثاً بين النور والظلمة متوسطاً دون الله في النور ودون الشيطان في الطبع، وماهانية مثلهم إلا في النكاح والذبائح وجعلهم الثالث المسيح، وكينانية زعموا أن الأشياء من أصول ثلاثة الماء والأرض والنار، وصاميَّة قيل هم من الصابية وقيل من الدهرية، ومهراكية اختصوا بأن قالوا لا بد في كل زمان من رئيس يخلص من الآفات ويرشد إلى السداد وهم أقرب إلى المانوية، والمجوس يقولون بقدم الشيطان مع الله وأنهما جسمان على اختلاف بينهم، والصابون مقرون بالصانع وقدمه فقائل هيولاه قديمة وقائل محدثة، ويزعمون أن الفلك حي سميع بصير وكواكبه المليكة وعبدوها، والمنجمة يزعمون قدم الفلك ولا صانع له، وعن بعضهم: إن القديم زحل واختلفوا في طبعه وشكله واتفقوا على أن حركة الفلك إلى المغرب والكواكب إلى المشرق واختلفوا في عدد الأفلاك وكونها وفسادها وترتيبها وقدر جرم الكواكب وحياتها وشكلها وكونها ومسيرها وشكل الأرض واتفقوا على أنها تنفع وتضر وتعطي وتمنع قيل: اختياراً وقيل طبعاً، وقيل تدل، وقيل توجب.

  وأما الوثني فهو عابد الوثن ومنشأه في الهند والصين، وأول من عبد الصنم في العرب عمرو بن لحي⁣(⁣١) في ملك سابور وكانت العرب على أديان منهم على دين شعيب كالحارث بن عمرو بن وعلة وأسد بن خزيمة وتميم بن مرة ومنهم من تهود كحمير وكنانة وبني حارث وكندة، ومنهم من تنصر كربيعة وغسان


(١) عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي، من قحطان: أول من غير دين إسماعيل ودعا العرب إلى عبادة الأوثان. كنيته أبو ثمامة. وفي نسبه خلاف شديد. وفي العلماء من يجزم بأنه مضري من عدنان، لحديث انفرد به أبو هريرة. وهو جد خزاعة عند كثير من النسابين، ورئيسها عند بعضهم. ومعظمهم يسميه عمرو بن عامر بن لحي، ويقولون: إنه نسب إلى جده. (الأعلام للزركلي باختصار).