(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  زمزم يقول: قال رسول الله ÷؛ إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله [÷] إلا قال الرجل: قال رسول الله [÷].
  فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟
  فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت النبيء ÷ بهاتين وإلا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا وهو يقول: «علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله»(١).
  أما إني صليت مع رسول الله ÷ يوماً من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وعلي كان راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها.
  فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي ÷ فلما فرغ النبي ÷ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم إن أخي موسى
(١) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الرسالة النافعة نقلاً عن تفسير الثعلبي، وكذلك الإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين بدون ذكر أوله. ورواه كاملاً الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، ورواه الرازي في تفسيره عن أبي ذر من قوله: صليت مع رسول الله ÷ ... إلخ، ورواه النيسابوري في تفسيره مثل رواية الرازي، وروى محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن أسماء بنت عميس من جملة رواية فيها: «اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى ... إلخ» وروى حديث أسماء ابن عساكر في تاريخ دمشق، وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أسماء بنت عميس ... إلخ، وروى دعاء رسول الله ÷ الإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين من مناشدة علي # يوم الشورى بلفظ: قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله ÷: «اللهم إني أقول كما قال عبدك موسى: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي» غيري؟ قالوا: اللهم لا.