(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  (وورد) الخطاب في قوله تعالى: {والذين آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥} (بلفظ الجمع من باب إطلاق العام على الخاص)؛ لأن المراد به علي # وذلك جائز كما سبق تقريره، (ونظيره قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ...} الآية [المنافقون: ٧])، فإنه قد أطلق لفظ العام فيها على الخاص وذلك (لأن المعني بها عبدالله بن أبي(١) وحده) لأنه الذي قال ذلك دون غيره (لنقل المفسرين ذلك) أي كونه المقصود بها وحده.
  قال في الكشاف: روي أن رسول الله ÷ حين لقي بني المصطلق على المريسيع وهو ماء لهم وهزمهم وقتل منهم وسبى اجتمع على الماء جهجاه بن سعيد أجير لعمر يقود فرسه وسنان الجهني حليف لعبدالله بن أبي فاختصما واقتتلا فصرخ جهجاه بالمهاجرين وسنان بالأنصار فأعان جهجاه جُعال من فقراء المهاجرين ولطم سناناً فقال عبدالله لجعال: وأنت هناك، وقال: ما صحبنا محمداً إلا لنُلطم والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قيل: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله ÷.
  ثم قال لقومه: ماذا فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولأوشكوا أن يتحولوا عنكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد.
  ومن ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}[آل عمران: ١٧٣]، فالمراد بالناس في الأول نعيم(٢) بن
(١) عبد الله بن أبي المشهور بابن سلول، وسلول جدته لأبيه، رأس المنافقين. من أهل المدينة. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) نعيم بن مسعود بن عامر الاشجعي: صحابي. قدم على رسول الله [÷] سرا أيام الخندق =