(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  قال: فلما نزل النبي ÷ أسر ذلك فأنزل الله ø: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
  وفي رواية عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في أمر رسول الله أن يبلغ في علي فأخذ رسول الله بيد علي فقال ... الخبر.
  وفي رواية عن عبدالله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله ÷ يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ...} الآية، ثم رفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه ثم قال: «ألا من كنت مولاه ..» الخبر.
  وفي رواية: قال سمعت زيادبن المنذر يقول: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى كان يروي عن الحسن البصري فقال له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر ولكنه يخاف - إن جبريل هبط على النبي ÷ فقال له: «إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلواتهم» فدلهم عليها.
  ثم هبط فقال: «إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم» فدلهم عليها.
  ثم هبط فقال: «إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم» فدلهم عليه.
  ثم هبط فقال: «إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم» ففعل.
= وروى آخر كذلك عن أنس، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي برزة وعن أنس وعن أبي جعفر وعمر بن علي (ع)، ورواه أبو نعيم في الحلية عن أبي برزة وعن أنس ورواه الخطيب في تاريخ بغداد وأخرجه ابن عدي في الكامل عن أنس وروى نحوه من جملة حديث طويل محمد بن سليمان الكوفي عن محمد بن علي (ع) بلفظ: «يا محمد علي راية الهدى وامام اوليائي ونور من اطاعني ... الخ».