شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 89 - الجزء 3

  وقف على طرف من علم الحديث علم صحة تواتره.

  وقد أورد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي في سند هذا الحديث ما يزيد على مائة طريق من صحيح البخاري ومسلم والنسائي وأبي داود وابن حنبل ومناقب ابن المغازلي وتفسير الثعلبي وغير ذلك مما يطول تعداده ثم رفعه إلى اثني عشر رجلاً ممن سمعه من لسان رسول الله ÷ في ذلك الموقف.

  ثم قال #: وهذا قد تجاوز حد التواتر.

  قال الجزري الشافعي ¦: هذا حديث تواتر عن أمير المؤمنين علي ¥ وهو متواتر أيضاً عن النبي ÷ رواه الجم الغفير عن الجم الغفير ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن⁣(⁣١) عبيدالله والزبير بن⁣(⁣٢) العوام وسعد بن


= شراحيل وغيرهم. وفي مناقب ابن المغازلي (قال أبو القاسم الفضل بن محمد هذا حديث صحيح عن رسول الله ÷ وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله ÷ نحو من مائة نفس منهم العشرة.

(١) طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي، القرشي، المدني، أبو محمد. صحابي، أحد الستة الذين اختارهم عمر للشورى كان من دهاة قريش، شهد أحداً، والخندق والمشاهد، كان له تجارة وإمرة في العراق، قُتل يوم الجمل بعد أن خرج مع عائشة ودفن بالبصرة. (معجم رجال الاعتبار باختصار).

(٢) الزبير بن العوام الأسدي، أمه صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي ÷ أسلم بعد أبي بكر، ثم هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها. وحضر حرب الجمل، ولما ذكَّره علي # الحديث: «إنك ستقاتله وأنت له ظالم» انصرف، فلحقه ابن جرموز، فقتله؛ ثم جاء برأسه وسيفه إلى علي #، فقال علي #: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وكانت حرب الجمل سنة ست وثلاثين، وللزبير سبع وستون. قلت: وقد كان كما قال أمير المؤمنين #: ما زال الزبير رجلاً منا أهل البيت، حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله، أو كما قال. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).