(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  موالي حلف لا موالي قرابة ... ولكن قطيناً يدفعون الأتاويا
  وقال الفرزدق:
  فلو كان عبدالله مولىً هجوته ... ولكن عبدالله مولى مواليا
  أي حليف حلفاء لأن عبدالله بن(١) إسحاق مولى الحضرميين وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف، كذا ذكره في الصحاح.
  وبمعنى الجار قال الشاعر(٢):
  جزى الله خيراً والجزاء بكفه ... كليب بن يربوع وزادهم مجدا
  هم خلطونا بالنفوس وألجموا ... إلى نصر مولاهم مُسوَّمة جرداً
  أي جارهم.
  وبمعنى المالك التصرف يقال: هذا مولى القوم أي سيدهم ورئيسهم المالك للتصرف عليهم ومنه: فلان مولى هذه القرية والدار أي مالكها.
  وبمعنى الأحق والأولى، قال الله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ}[الحديد: ١٥]، أي أحق بكم وأولى، قال لبيد(٣):
= وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الاسلام. ووفد على النبي ÷ فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع علي [ع]. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها نحو ٥٠ هـ وقد كف بصره، وجاوز المائة. وأخباره كثيرة. (الأعلام للزركلي باختصار).
(١) عبد الله بن أبي إسحاق الزيادي الحضرمي [مولده ووفاته] ٢٩ - ١١٧ هـ نحوي، من الموالي، من أهل البصرة، فرع النحو، وقاسه، وكان أعلم البصريين به. وسبب الهجاء أن الزيادي لحنه [أي الفرزدق] في بعض شعره،. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) ذكر البيتين اسامة بن منقذ في لباب الآداب لمربع بن وعوعة الكلابي.
(٣) لبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل، أحد شعراء الجاهلية والمخضرمين، من المعمرين؛ هاجر وحسن إسلامه؛ نزل الكوفة، وبها مات آخر أيام معاوية؛ عُمِّر في الجاهلية سبعين، وفي الإسلام خمساً وخمسين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). والبيت مذكور في دواوين الشعر ضمن معلقته التي مطلعها: عفت الديار محلها فمقامها.