شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 97 - الجزء 3

  فغدت كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها وأمامها

  يريد أنه أولى موضع أن يكون فيه الخوف، وقوله: فغدت تم الكلام كأنه قال فغدت هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأ فكأنه قال: تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة، كذا ذكره في الصحاح.

  وقال الأخطل⁣(⁣١):

  فأَصْبَحْتَ مولاها من الناس كلهم ... وأَحرَى قريشٍ أن تُهابَ وتحمدا

  أي أولى بالخلافة، وقال عنترة:

  لم يَاشَرُوا فيه أن كانوا مواليه ... ولم يكونوا لقوم عنهم أشروا

  أي إذ كانوا الأحق به، وقال غيره:

  كانوا موالي حق يطلبون به ... فأدركوه وما قلوا وما تعبوا

  وقال العجاج:

  الحمد لله الذي أعطى الحبر ... موالي الخير إنِ المولى شكر

  ولا شك أن المولى في هذه الأبيات إنما أريد به الأولى.

  قال الفرَّاء⁣(⁣٢) في كتاب معاني القرآن: الولي والمولى في كلام العرب واحد.


(١) غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة، من بني تغلب، أبو مالك: شاعر، مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير، والفرزدق، والأخطل. نشأ على المسيحية، في أطراف الحيرة (بالعراق)، واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكانت إقامته طورا في دمشق. وحينا في الجزيرة حيث يقيم بنو تغلب قومه [مولده ووفاته] ١٩ - ٩٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار)

(٢) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، مولى بني أسد (أو بني منقر) أبو زكريا، المعروف بالفراء: إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب. ولد بالكوفة، ١٤٤ هـ وانتقل إلى بغداد، وعهد إليه المأمون بتربية ابنيه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا جاء آخر السنة انصرف إلى =