[خبر الغدير وإفادته لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب]
  وقال المبرد(١): تأويل الولي: الأولى في كلام العرب، ومثله المولى وهو المتولي لأمورهم.
  وقال الأنباري في كتاب مشكل القرآن: المولى الأولى بالشيء ذكر هذا في الغايات.
  قال القرشي: ولفظة «مولى» وإن كانت مشتركة فقد صار الغالب عليها ما ذكرناه من الرئاسة وولاية التصرف بدليل سبق الفهم إلى ذلك عند قولنا: فلان مولى القوم فإنه لا يفهم منه إلا أنه رئيسهم الذي يلي التصرف عليهم يسبق ذلك إلى فهم أهل كل زمان.
[خبر الغدير وإفادته لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب]
  وإذا عرفت ذلك (فهو) أي هذا الخبر الذي فيه لفظة مولى (مفيد لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب) أي على قاعدة من يوجب حمل المشترك على جميع معانيه الغير الممتنعة وعلى قاعدة من يمنع ذلك.
  (أما على قاعدة أئمتنا $ والجمهور) من وجوب حمل المشترك على جميع معانيه (فكما مر) ذكره في كلمة ولي فنقول: المراد بالمولى هنا مالك التصرف والمود والناصر والأولى بالشيء أي الأولى بالتصرف، ويمتنع أن يراد هنا ابن العم أو الجار أو المعتِق أو المعتَق لاستحالة ذلك عقلاً وشرعاً.
= الكوفة فأقام أربعين يوما في أهله يوزع عليهم ما جمعه ويبرهم. وتوفي في طريق مكة ٢٠٧ هـ. من كتبه «المقصور والممدود - خ» و «المعاني» ويسمى معاني القرآن - ط واشتهر بالفراء، ولم يعمل في صناعة الفراء، فقيل: لأنه كان يفري الكلام. (الأعلام للزركلي باختصار).
(١) محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي، أبو العباس المبرد. إمام العربية ببغداد في زمنه، وأحد أعلام الأدب والأخبار، مولده بالبصرة [سنة] ٢١٠ هـ، ووفاته ببغداد، قيل: سنة ٢٨٥ هـ. وقيل: سنة ٢٨٦ هـ.، أخذ عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني. وعنه نفطويه، وغيره. من كتبه: (الكامل)، (المقتضب)، (وشرح لامية العرب)، (وإعراب القرآن)، (وطبقات النحويين البصريين). (معجم رجال الاعتبار باختصار).