شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 107 - الجزء 3

  ÷ واعتماره وأمره بالخمس الصلوات ومقادير أصول الزكاة فلو شغب في ذلك شاغب لعد مجنوناً إلا أن يعلم عقله كان مرتداً كافراً لإنكاره ما علم من رسول الله ÷ ضرورة. انتهى.

  وقال الحاكم أبو القاسم الحسكاني في هذا الحديث ما لفظه: وهذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد.

  وسبب هذا الخبر ما رواه أهل التواريخ في سيرة النبي ÷ ورواه أيضاً أبو طالب # بإسناده عن أنس بن مالك وغيره قال: إن النبي ÷ لما سار في غزوة تبوك ترك علياً # خليفة له في المدينة على أمر المدينة وأمره بالإقامة فيها فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً فلما سمع بذلك علي # أخذ سلاحه ثم خرج لاحقاً برسول الله [÷] وهبط جبريل # على النبي ÷ يخبره بخروج علي # ولحاقه به وما قال فيه المنافقون.

  فأمر رسول الله ÷ بالتعريس وسأله بعض أصحابه عن سبب ذلك وتعريسه في غير وقته فأخبرهم بما قال له: جبريل وبأن الله سبحانه أمره باستخلاف علي # على المدينة فركب بعض أصحاب النبي ÷ في لقائه فما برحوا من موضعهم حتى طلع علي # عليهم مقبلاً فتلقاه ÷ ماشياً ومعه الناس فعانقه رجل رجل ثم جلس رسول الله [÷] وحوله الناس فقال ÷: «ما أقبل بك إلينا؟» فقص عليه القصة، فقال ÷: «ما خلفتك إلا بأمر الله وما كان يصلح لما هناك غيري وغيرك، أما ترضى أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  قال: فلما قفل رسول الله ÷ قسم الغنائم بين الناس ودفع إلى علي سهمين وأنكر ذلك قوم فقال رسول الله ÷: «هل أحد أصدق مني؟» فقالوا: لا يا رسول الله، قال: «أيها الناس أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام