شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 108 - الجزء 3

  عسكرنا في الميمنة مرة وفي الميسرة مرة؟» قالوا: رأيناه يا رسول الله فماذا؟ قال: «ذلك جبريل # قال لي: يا محمد إن لي سهماً في الغنيمة مما فتح الله عليك وقد جعلته لابن عمك علي بن أبي طالب سلمه إليه».

  قال أنس: فكنت فيمن بشر علياً كرم الله وجهه في الجنة بقول رسول الله ÷.

  وروى أبو خالد⁣(⁣١) في مجموع الفقه في ابتداء القصة عن زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن علي $ أنه قال: حضرت غزوة فدعاني رسول الله ÷ ودعا جعفر فعرض على جعفر أن يستخلفه على المدينة وعلى أهلها فأبى وحلف أن لا يتخلف عنه فتركه رسول الله ÷ ثم دعاني فذهبت لأحلف فقال لي: «لا حتى أكون أنا الذي آذن لك» فاغرورقت عيناي فلما رأى ما بي أذن لي في الكلام فقلت: يا رسول الله خلال ثلاث ما بي عنهن غنى.

  قال: «وما ذاك؟» قلت: يا نبي الله والله ما عندي شيء وما أملك شيئاً وما بي غنى عن سهم أصيبه مع المسلمين فأعود به علي وعلى أهل بيتك، وأما الأخرى فما بي غنى عن أن أطأ موطئاً ولا أقطع وادياً ولا يصيبني ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ليكتب الله لي بذلك أجراً حسناً، وأما الثالثة فإني


(١) في مطلع البدور أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي ¦ أحد علماء الحديث وحملته صاحب زيد بن علي $ انتهى. وفي لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: أبو خالد، من أعلام أشياع عترة سيد الأنام، احتج بروايته سادات الأئمة وهداة الأمة، كالإمام أحمد بن عيسى بن الإمام الأعظم (ع)، والإمام الهادي إلى الحق، والإمام الناصر للحق الحسن بن علي، والإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين، وأخيه الناطق بالحق يحيى بن الحسين (ع). ووفاة أبي خالد ¥ في عشر الخمسين والمائة. انتهى باختصار. وفي مقدمة الروض النضير: قال أبو خالد: صحبت زيداً بالمدينة قبل قدومه الكوفة خمس سنين، أُقِيْمُ عنده في كل سنة أشهراً كُلَّما حَجَجْتُ، ثم ما فارقته حتى قدم الكوفة وحتى قتل ~، فما أُحَدِّثُ عنه الحديثَ إلا وقد سمعته مرةً أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو أكثر من ذلك، وما رأيت هاشمياً مثل زيد بن علي؛ فلذلك اخترت صحبته على جميع الناس، انتهى.