[عودة إلى الأحاديث الواردة في علي # وما يلحق بذلك]
  قال: فخر عليٌّ لله ساجداً ثم قال: «الحمد لله الذي أنعم علي بالإسلام وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحساناً منه إلي وفضلاً منه علي».
  قال: فقال النبي ÷: «لولا أنت يا علي لما عرف المؤمنون بعدي».
  وروى في الكامل المنير أيضاً عن علي # أنه أتاه رجل أعرابي فقال له: يا أبا الحسن أنت وصي رسول الله ÷ و خليفته؟ فقال: نعم، فقال: فإن رسول الله # وعدني مائتي ناقة حمراء عشراء فيها عبدان أسودان يسوقانها فنظر علي ¥ إلى بساط كان رسول الله ÷ يقعد عليه فدعا الحسن والحسين فقال: اذهبا إلى وادي فلان من أودية الجن فناديا: إنا رسول(١) حبيب حبيب الله فأجابهما الوادي بالتلبية وقال: صدقتما، فقالا: إن جدنا رسول الله ÷ وعد فلاناً الأعرابي بمائتي ناقة حمراء عشراء فيها عبدان أسودان يستاقانها فدفعاها إلى الأعرابي. وهذه الرواية الله أعلم بصحتها ولم أقف عليها إلا في هذا الكتاب.
  انتهى ما أردنا ذكره من كتاب الكامل المنير، وقد طال الكلام به ولكن أحببت ذكره بألفاظه ليزداد هذا الأصل تأكيداً وتقريراً لما ذكرناه من إجماع العترة $ على ثبوت الوصاية لعلي # مع أن كل وصف من الأوصاف المذكورة في حق علي # يوجب له الإمامة والخلافة لرسول الله ÷ لمن نظر فيه بعين الإنصاف فثبت الأصل الأول.
  ومما يؤكد هذا المعنى ما رواه الكنجي في المناقب عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله ÷ وهو آخذ بيد علي ¥ وهو يقول: «هذا أول من آمن بي
= الناصر (ع)، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، ورواه ابن المغازلي في المناقب، وروى بعضه الطبراني في الكبير عن أبي رافع، وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل، والهيثمي في مجمع الزوائد، ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج، وعزاه إلى أحمد بن حنبل.
(١) كذا في الأصل، والذي في الكامل المنير: (رسولا).