(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وأول من يصافحني وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي»(١).
  قال الكنجي: هكذا خرجه محدث الشام في فضائل علي ¥ في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاث المائة من كتابه بطرق شتى، قال: عن أبي ليلى الغفاري قال: «سمعت رسول الله ÷ سيكون من بعدي فتنة فإذا كان كذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة وهو معي في السماء العليا، وهو الفاروق بين الحق والباطل»(٢).
  قال الكنجي: هذا حديث حسن عال: رواه الحافظ في أماليه. انتهى.
  ومما يؤيد هذا الأصل وهو ثبوت الوصاية لعلي # ما اشتهر وتواتر وعلم قطعاً ما اختص به ~ من العلم المكنون الذي خصه به رسول الله ÷ من الغيب الذي لم يُعلمه رسول الله ÷ أحداً غيره من ذلك ما أخبره به ~ من قيام سلاطين بني أمية وبني العباس واحداً بعد واحد فكان كما قال: ومن ذلك خبر العين التي أخبر بها واستخرجها حين مسيره(٣) إلى صفين
(١) رواه الكنجي في الكفاية ص (٧٩)، ورواه كاملا ابن عدي في الكامل والعقيلي في الضعفاء وابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عباس، وروى نحوه المرشد بالله (ع) في الأمالي عن أبي ذر، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن أبي ذر وسلمان، والطبراني في الكبير عنهما، وابن عبد البر في الاستيعاب، والبزار في مسنده عن أبي ذر، وابن الأثير في أسد الغابة، والبلاذري في أنساب الأشراف، وأخرجه الهندي في كنز العمال عن سلمان وأبي ذر وعزاه إلى الطبراني، وعن حذيفة وعزاه إلى البيهقي وابن عدي، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي ذر وسلمان.
(٢) رواه الكنجي في الكفاية ص (٨٠)، ورواه أبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب عنه، والسيوطي في الجامع الكبير، والمتقي الهندي في كنز العمال، وابن الأثير في أسد الغابة، ثم قال: أخرجه الثلاثة، وابن حجر في الإصابة.
(٣) وذلك أنه لما خرج من الأنبار سار في برية وأخرج بها عيناً بقرب دير فسئل عنها الراهب فقال: =