(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  فسلم ثم جلس فقال: يا نصراني أقبل إلي بوجهك واقصدني بمسألتك وبالله التوفيق.
  قال: فتحول إليه الجاثليق وقال: يا شاب إنا وجدنا في كتب الأنبياء أن الله لم يبعث نبياً قط إلا وله وصي يقوم مقامه وبلغنا اختلاف أمة محمد بعده في مقام نبيها وادعاء قريش على الأنصار وادعاء الأنصار على قريش واختيارهم لأنفسهم فبَعثَنا ملكنا لنبحث عن دين محمد ونعرف سنن الأنبياء.
  إلى قوله: فإن وجدنا لهذا الرسول وصياً قائماً بعهده وعنده ما يحتاج الناس إليه يجيب بجواب بين ويخبر عن أسباب المنايا والبلايا وفصل الخطاب وما يهبط به من العلم في ليلة القدر وفي كل سنة وما تنزل به الملائكة والروح صدقنا بنبوته وأجبنا دعوته واقتدينا بوصيه وآمنا بكتابه وبما جاءت به الرسل من قبله، وإن يكن على خلاف ما جاءت به الرسل رجعنا إلى ديننا وعلمنا أن محمداً لم يُبعث بعدُ.
  وقد سألنا هذا الشيخ فلم نجد عنده تصحيحاً لنبوة محمد ووجدناه غلب على قومه فملكهم بالقهر.
  إلى قوله: قال علي #: عندي شفاء وضياء لما في قلوبكم وشرح لما أنتم عليه وبيان لأهل الحق.
  إلى قوله #: وأنا وصيه والقائم بأمره وولي كتابه والعارف بحلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وقصصه وأمثاله، وعندي علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب فسلوني عما كان على عهد كل نبي بعثه الله وعن كل فتنة وعن سائقها وناعقها وقائدها إلى يوم القيامة، وعن كل آية نزلت في كتاب الله أنزلت في ليل أو نهار وعن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فإنه ÷ لم يكتمني شيئاً علِمَه ولا شيئاً تحتاج إليه الأمة والمختلفون في الأديان إذ كان ÷ خاتم النبيين ووارثهم وإليه صارت رسالتهم وكتبهم ولم يكن ÷