(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  قال أنس: فما زال يتخطى أعناق المهاجرين والأنصار حتى المرتضى من المصطفى فقال النبي ÷: «ما الذي خلفك عن الصف الأول؟».
  قال: شككت أني على غير وضوء فأتيت إلى منزل فاطمة فناديت: يا حسن يا حسين، فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن التفت أمامك فالتفت فإذا بطشت فيه سطل وفيه ماء وعليه منديل فوضعت المنديل وتوضأت فوجدت في الماء لين الزُّبد وطعم الشهد ورائحة المسك ثم التفت فلا أدري من وضع السطل والمنديل ولا من أخذه.
  فتبسم النبي ÷ في وجهه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم قال: «ألا أبشرك إن السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الأعلى والذي هنأك الصلاة جبريل، والذي مندلك ميكائيل، والذي نفس محمد بيده ما زال إسرافيل قابضاً على منكبي حتى لحقت معي الصلاة وقال: اصبر لنفسك وابن عمك».
  قال الكنجي: هذا حديث حسن عال وغالب رواته الفقهاء الثقات ورواه ابن سويد التكريتي في كتاب الإشراف على مناقب الأشراف في ترجمة علي #. انتهى.
  وأما حديث الطائر:
  فمما روي فيه أن النبي ÷ دعا إلى الله ø أن يرزقه من طعام الجنة فأتي بطائر مشوي ... الخبر أخرجه أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي.
  وروى الفقيه حميد الشهيد | عن الفقيه العابد العالم المجاهد بهاء الدين أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع ¦ بإسناده إلى أنس بن مالك مما أخرجه الصفار قال: أهدي إلى رسول الله ÷ طير مشوي فلما وضع بين