شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 144 - الجزء 3

  قال: فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار.

  قال: فجاء علي # فقرع الباب قرعاً خفيفاً، فقلت: من هذا؟ فقال: علي، فقلت: إن رسول الله على حاجة فانصرف فرجعت إلى رسول الله ÷ فسمعته يقول الثانية: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»⁣(⁣١) فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، قال: فجاء علي فقرع الباب فقلت: ألم أخبرك أن رسول الله ÷ على حاجة فانصرف ورجعت إلى رسول الله ÷ فسمعته يقول الثالثة: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر».

  قال: فجاء علي # فضرب الباب ضرباً شديداً فقال رسول الله ÷: «افتح افتح افتح» قال: فلما نظر إليه رسول الله ÷ قال: «اللهم إليَّ وإليَّ».

  قال: فجلس مع رسول الله ÷ فأكل معه الطير.

  قلت: وهذا الخبر مشهور ذكره علي # في حديث المناشدة واعترفوا به.

  وقد رواه صاحب المحيط بإسناده عن أنس وسعد بن أبي وقاص وأبي ذر


= حديث الطير فله طرق كثيرة جداً قد أفردتها في مصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل. وقال في سير أعلام النبلاء: قال ابن طاهر ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم فكتبته للتعجب. انتهى. ومع هذا كله شكك البعض في صحته حتى ذكر في سير أعلام النبلاء أن ابن أبي داود سئل عن حديث الطير فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي ÷ باطل، فنعوذ بالله من الزيغ والخذلان.

(١) رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب بالفاظ تقارب هذا، والزيدي في المحيط بالإمامة، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/ ٣٨٦، ورواه الحاكم في المستدرك ١٠/ ٤٥٥ بألفاظ مقاربة لهذا ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال أيضاً: وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة، وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ. انتهى من المستدرك.