شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 193 - الجزء 3

  وضيق عليهم في الخروج معه ولم يرخص لهم في المقام بالمدينة وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وهو ÷ عليل فلم يتركهم يشتغلون به وما يؤول أمره إليه بل كان يقول: «أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا بعث أسامة» ودخل عليه أسامة وهو مغمى عليه فرفع ÷ يديه إلى السماء قال أسامة فعرفت أنه يدعو لي فرجعت إلى معسكري.

  قال الحجوري في الروضة: لما توفي رسول الله ÷ حفر أبو طلحة لرسول الله ÷ وألحد له فهم في ذلك إذ نادى رجل عمر بن الخطاب فخرج إليه ورسول الله لم يدفن ثم رجع فأخذ بيد أبي بكر فساره وخرجا واتبعهما أبو عبيدة


= وكيف هذا؟ فقال: قد كانا جميعاً في جيشه وبعثه. وفي كتاب تثبيت الإمامة للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، وقال ÷: «أنفذوا جيش أسامة ولا يتخلف عن جيش أسامة إلا من كان عاصياً لله ورسوله»، فلما صار أسامة بعسكره على أميال من المدينة بلغهم مرض رسول الله ÷ فرجع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فلما دخلوا على رسول الله ÷ تغير لونه وقال: «اللهم إني لا آذن لأحد أن يتخلف عن جيش أسامة» وهمَّ أبو بكر بالرجوع إلى أسامة واللحوق به فمنعه عمر. انتهى. وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار في حديثه عن بعث أسامة وشدد في تنفيذه غاية التشديد وتوعد على التخلف عنه نهاية الوعيد وكان في جملته أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وغيرهم من المهاجرين والأنصار غير أهل بيت النبوة وتخلف المذكورون عن الجيش وكان من أمر السقيفة ما كان وجميع ذلك معلوم للأنام متفق على نقله بين أهل الإسلام. انتهى. قال البلاذري في أنساب الأشراف: وكان في جيش أسامة أبو بكر وعمر ووجوه من المهاجرين والأنصار وروى ذلك اليعقوبي في تاريخه وابن سعد في الطبقات وابن هشام في سيرته وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن أبي شيبة في مصنفه والمتقي الهندي في كنز العمال وغيرهم وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة. وروى أمر النبي ÷ بتنفيذ بعث أسامة الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه وابن حبان في الثقات وعبدالرزاق في مصنفه وابن عساكر في تاريخ دمشق والخطيب في المتفق والمفترق والطبري في تاريخه وابن سعد في الطبقات وابن هشام في سيرته وابن كثير في البداية والنهاية واليعقوبي في تاريخه وغيرهم.