شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 217 - الجزء 3

  الناس ثلاثة أيام فلما أن كان في اليوم الرابع أتاه عمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والأشعث⁣(⁣١) بن قيس وأبو موسى⁣(⁣٢) الأشعري وقنفذ مولى عمر مع كل رجل منهم عشرة رجال شاهرين أسيافهم حتى أخرجوه من منزله وعلى المنبر فخطب وجعلوا يدورون في المدينة وهم يقولون: لئن عاد أحد إلى مثل ما تكلم به بالأمس لنعلونه بأسيافنا، فأمسك القوم عند ذلك ولم يردوا جواباً.

  فأين الإجماع من الأمة وهؤلاء كبراء الصحابة وعلماء الأمة أنكروا ذلك؟!

  وقد روى خبر هؤلاء الاثني عشر جماعة منهم القاسم بن إبراهيم # والهادي # في كتاب تثبيت الإمامة، ورواه أيضاً الفقيه محمد بن الحسن الديلمي الزبيري في كتابه قواعد عقائد أهل البيت $ كما ذكرناه سواء ورواه عن جعفر الصادق #.

  وقال في الكامل المنير: وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن الشيعة


(١) الأشعث بن قيس الكندي، أبو محمد، كانت إقامته في حضرموت، ووفد على رسول الله ÷ بعد ظهور الإسلام في جمع من قومه، وأسلم، وشهد اليرموك، فأصيبت عينه، وامتنع في عهد أبي بكر عن الزكاة، ثم استسلم، وفتحت حضرموت عنوة، وأرسل موثوقاً، فأطلقه أبو بكر، وزوجه أخته أم فروة، فأقام بالمدينة، وكان مع سعد في حروب العراق، وكان مع أمير المؤمنين يوم صفين على رأس كندة، وحضر معه النهروان، وورد المدائن، ثم عاد إلى الكوفة. قال في (أعيان الشيعة): أعان على قتل أمير المؤمنين، وكاتب معاوية في خلافة الحسن وابنته (جعدة) سمَّت الحسن، وابنه محمد أعان على قتل مسلم وهانئ، وحضر قتل الحسين مع ابن سعد. (معجم رجال الاعتبار باختصار).

(٢) عبد الله بن قيس هاجر الحبشة، وقدم مع الطيار، واستعمله النبي ÷ على زبيد، وعدن وساحل اليمن، أحد الحكمين، وخديعة عمرو له مشهورة كان أمير المؤمنين يلعنه في القنوت ومعاوية وعمراً، وروى الناصر بسنده إلى عمار أنَّه قال لأبي موسى: أشهد لقد كذبت على رسول الله ÷، أو كما قال توفي سنة اثنتين، أو أربع وأربعين. (الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى باختصار).