(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وعمار بن ياسر هؤلاء شيعة علي أفضل ممن استعمل أبو بكر وعمر، فما معنى كراهيتهم؟ ففي دون هذا دليل بمرض القلب. انتهى.
  وعكرمة بن أبي جهل هو الذي قال حين سمع أذان بلال ¥ وقد أمره النبي ÷ في عمرة القضاء بالأذان من فوق ظهر الكعبة: لقد أكرم الله أبا الحكم لم يسمع هذا العبد يقول ما يقول. وأبو الحكم هو أبوه أبو جهل فقال إن الله أكرمه بعدم سماعه للأذان، قاتله الله وأخزاه.
  وقال صاحب العقد النضيد: لما ولى أبو بكر خالد بن سعيد بن العاص الجند الذي استنفره إلى الشام قال له عمر: أتولي خالداً هذا الجند وهو الذي حبس عليك بيعته وقال لبني هاشم ما قال وقد جاء بورِق من اليمن وعبيد وحبشان ودروع ورماح؟! ما أرى أن توليه وما آمن خلافه فانصرف عنه أبو بكر وولى أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل(١) بن حسنة. انتهى.
  قلت: وذلك أن خالداً لما قدم من اليمن بعد موت رسول الله ÷ وقد بويع أبو بكر امتنع من بيعة أبي بكر حتى أتى علياً # وبني هاشم فأخبروه أنهم قد بايعوا فبايع بعد ذلك بعد كلام كثير ذكره في العقد.
  وقال في الكامل المنير: وما ذكرناه من رواية العامة تدل على كراهة علي # لمبايعتهم والغزو معهم والدخول في شيء من أمورهم وهجران فاطمة ^ لأبي بكر وقبران علي إياها ليلاً وتمريضها سراً وإخفاء قبرها ^ عليهم لو فهم وعقل.
  قال: وقد روى شريك بن عبدالله قاضي البصرة قال: قال الأشعث بن قيس لعلي بن أبي طالب ¥ وأرضاه: إنك لم تقم فينا مقاماً قط منذ وليت هذا
(١) شرحبيل ابن حسنة، وهي أمه، وأبوه عبد الله بن المطاع، أبو عبد الرحمن؛ قال ابن عبد البر: كان من مهاجرة الحبشة، معدوداً في وجوه قريش، وكان أميراً على ربع من أرباع الشام، توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة للهجرة. (الوافي بالوفيات باختصار).