شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 228 - الجزء 3

  قبل حقاً هو له منه لئلا يبقى إصراً في عنقه. انتهى.

  وأيضاً فإنه # هو الإمام بالنص الواضح الجلي فإذا أخذ ما أخذ فهو حقه وإمامته ثابتة في الأيام كلها بعد رسول الله ÷ إلى أن توفي # وقد كان بقي على رأيه في اعتقاد إمامته جماعة.

  وأيضاً فإن الصحيح عند أئمة أهل البيت $ أن للمسلمين غزو الكفار إلى ديارهم وتغنم أموالهم وسبيهم بغير إمام كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  وأما قولهم إن علياً # صلى خلف أبي بكر فعليهم أن يقيموا برهاناً وقد روى الفقيه العلامة أحمد بن موسى الطبري | أن عثمان حج ذات سنة فلما صار إلى منى أذن مؤذن لصلاة الظهر فلم يظهر فجاء قوم إلى علي # فقالوا: صل بنا يا أبا الحسن، فقال لهم: «إن أحببتم صليت بكم صلاة النبي» فكرهوا فلم يصل بهم⁣(⁣١).

  وقال الإمام القاسم بن علي العياني # جواباً على من سأله وسألت عن علي بن أبي طالب ¥ هل صلى وراء أبي بكر بعد موت رسول الله ÷؟ وهل بايعه، كما ذكر في بعض الروايات، أم لا؟

  الجواب: اعلم أنا نقول: إنه لم يفعل ذلك اختياراً، ولا نقول أنه أقام معهم إلا لإثبات الحجة عليهم فاعلم ذلك. انتهى.

  وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # جواباً على من سأله عن صلاته # خلف أبي بكر وعمر: الجواب أن الصلاة خلفهما ليست بأعظم من البيعة لهما فلو دلت الصلاة على الترضية دلت البيعة على صحة الإمامة، وعندنا أن البيعة لهما كانت على وجه الإكراه والصلاة خلفهما على وجه التقية. انتهى

  ثم نقول: قد ثبتت لنا الأدلة القاطعة على ثبوت إمامة أمير المؤمنين علي #


(١) وذلك أن عثمان كان يصلي في منى وقت الحج تماماً أربع ركعات. (من هامش الأصل).