(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلاَ تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا»، فَقَالَ لعثمان: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ والمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَالمُسْلِمُونَ. انتهى
  وروى ابن أبي الحديد أنه لما دفن عمر جمعهم أبو طلحة ووقف على باب البيت بالسيف في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفهم ثم تكلم القوم وتنازعوا فأول ما عمل طلحة أنه أشهدهم على أنه قد وهب حقه من الشورى لعثمان وذلك لعلمه أن الناس لا يعدلون به عليا وعثمان وأن الخلافة لا تخلص إليه وهذان موجودان فأراد تقوية أمر عثمان وإضعاف جانب علي بهبة أمر لا انتفاع له به ولا تمكن له منه. فقال الزبير في معارضته وأنا أشهدكم على نفسي أني قد وهبت حقي من الشورى لعلي وإنما فعل ذلك لحمية النسب لأنه ابن عمة أمير المؤمنين #، وإنما مال طلحة إلى عثمان لانحرافه عن علي [#] باعتبار أنه تيمي وابن عم أبي بكر قال: وقد كان حصل في نفوس بني هاشم من بني تيم حنق شديد لأجل الخلافة وكذلك صار في صدور تيم على بني هاشم، فبقي من الستة أربعة. فقال سعد بن أبي وقاص وأنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمن وذلك لأنهما من بني زهرة، فلما لم يبق إلا الثلاثة قال عبد الرحمن لعلي وعثمان أيكما يخرج نفسه من الخلافة ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين فلم يتكلم منهما أحد فقال عبد الرحمن أشهدكم أني قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار أحدهما فأمسكا فبدأ بعلي # فقال له: أبايعك على كتاب الله وسنة رسول الله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر فقال علي: بل كتاب الله وسنة رسول الله واجتهاد رأيي فعدل عنه إلى عثمان فعرض ذلك عليه فقال نعم فعاد إلى علي # فأعاد قوله حتى فعل ذلك ثلاثا، ثم صفق على يد عثمان، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين.
  قال ابن أبي الحديد: فيقال إن عليا # قال له: «والله ما آثرته بها إلا أنك