شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 237 - الجزء 3

  رجوت ما رجا صاحبكما من صاحبه دق الله بينكما عطر منشم»، ففسد بعد ذلك ما بين عبدالرحمن وعثمان حتى ماتا، ولم يكلم أحد منهما صاحبه. انتهى.

  وروى صاحب المحيط بإسناده إلى أبي رافع قال: لما جمع أصحاب الشورى وهم ستة منهم علي # فلما دخلوا انفرد كل منهم بصاحبه بناحية وقام عبدالرحمن بن عوف إلى علي # فخلا به فقال له عبدالرحمن: يا أبا الحسن ما تقول تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه وعلى أن تسير بسيرة رسول الله ÷ وعلى أن تعمل بكتاب الله وسنة نبيه بالعهود والميثاق، وعلى أن لا تأخذك في الله لومة لائم؟ قال فقال علي #: أما أن أكون أعطيك أيماناً فذاك ما لا يكون أبداً، ولَلَّهُ أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيكم ما ذكرت رغبة فيما أنتم فيه، وهذا الذي ذكرت من غير أيمان هو الواجب علي.

  ثم قال: أما والله إنكم لتعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً وما منكم من أحد إلا وقد سمع ما سمعت من رسول الله ÷ ووعى ما وعيت.

  ثم قال #: أسألكم فيَّ بحرمة رسول الله ÷ لما إن صدقت صدقتموني وإن كذبت كذبتموني: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ÷: «أنت أفضل من أخلف بعدي»؟ ثم سرد حديث المناشدة إلى آخره.

  ثم قال: فإن قال: فما الدليل على أنه جرى ما ذكرتم وما أنكرتم أن خبر المناشدة من أخبار الآحاد وإنما رواها ابن عباس وأبو الطفيل، وما هذا حال رواته لا يصح وقوع العلم به، فكيف يصح أن تدعوا العلم بذلك؟

  فجوابنا: أن الشيخ أبا عبدالله البصري ذكر في التفضيل أن هذا الخبر معلوم لأن الذين رووا الشورى رووا هذا الخبر وجرى هذا الخبر في الظهور مجرى سائر ما روي في هذا الخبر مما لا يدفعه أحد من العلماء بالأخبار، وهو إخراج عبدالرحمن نفسه من الشورى وما أشبه ذلك. انتهى.