شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 264 - الجزء 3

  فهذا ما سنح من الجواب وهو الحق الذي لا يماري فيه أحد من ذوي الألباب لموافقته السنة والكتاب وإجماع العترة الأطياب. انتهى بلفظه.

  وأما الإمام المقتصد والعالم المجتهد حميدان بن يحيى # فمجموعه المشْتمل على كتاب المنتزع من أقوال الأئمة في الإمامة والحصر وغيره مشهور شاهد بمثل ما ذكرنا عن أئمة أهل البيت $.

  ثم قال: واعلم أن كل من يعتزي إلى مذهب من جميع فرق الأمة ثلاثة أصناف لا رابع لها:

  الأول: هم الذين جمعوا بين اسم التشيع ومعناه ظاهراً وباطناً واعترفوا بصحة النص والحصر وبالفضل وبوجوب المودة لجميع الأئمة وبوجوب طاعة إمام كل عصر منهم لمن في عصرهم من الأئمة لا يخالفونه ولا يخالفون بينه وبين أحد من آبائه ولا يعترضون على سيرته بسيرة أحد منهم لأجل كونه أعلم منهم بما يأتي وما يذر وهم الذين عناهم النبي ÷ بقوله: «شيعتنا منا»⁣(⁣١)، وبقوله: «من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلباباً⁣(⁣٢)»، وذلك لأجل قوله ÷: «الدنيا سجن المؤمن» ولأجل كون أكثر نعيم الدنيا مع أئمة الضلال وهم الذين ذكر أمير المؤمنين # من كان في أيامه منهم بقوله: «آه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه، وأحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائم فاتبعوا».

  قال: واعلم أنه لا يوجد من الشيعة في جميع أعصار الأئمة من هو كما وصف


(١) رواه الإمام المنصور بالله (ع) في مجموعه والسيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير في هداية الراغبين.

(٢) رواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في مجموعه وقال: رواه المرتضى بن الهادي (ع) وأخرجه الهندي في كنز العمال عن علي (ع) موقوفا وعزاه إلى أبي عبيد وأخرجه السيوطي في جامع الأحاديث مثل كنز العمال وأخرجه الزمخشري في الفائق.