[ذكر كلام للهادي # يتعلق بالإمامة وفدك وغير ذلك]
  فعند فقد الأمة لمحمد # ضُيّع الكتاب وما افترض الله فيه عليهم فلم يعمل بما أنزل الله فيه ولم يلتفت إلى شيء مما جرت به الأحكام عليه واختلفت الأمور عند قبضه # وانقصمت الظهور وبدت من الأقوام عليه وعلى عترته ما كانوا يخفون من ضغائن الصدور وتكلم كل بهواه وجاء كل بحديث ينقض به حديث صاحبه وكل يزعم أنه سمعه من رسول الله مع ما في ذلك من خلاف محكم التنزيل لما في كتاب الملك الجليل.
  إلى قوله #: ثم افترقت هذه الأمة بعدما كان منها ما ذكرنا على أربع فرق كل فرقة تكفر الأخرى فيمن يقوم مقام رسول الله ÷ فرقة تقول نصب رسول الله ÷ علي بن أبي طالب للمسلمين إماماً نصبه نصباً ونصه نصاً باسمه ونسبه ودعا إليه وحث عليه وافترض طاعته، وفرقة أخرى تقول: أومأ رسول الله ÷ إلى علي إيماء ودل عليه وأشار إليه وقال فيه بأقاويل تشهد له فيها بالعدالة ويستوجب بأقلها الإمامة.
  وفرقة قالت: إن رسول الله ÷ أمر أبا بكر بأن يصلي والصلاة عماد الدين فقلنا عندما انتخبه رسول الله ÷ ورضي به إماماً للصلاة إنه خير أصحابه وإنه حقيق بالإمامة.
  وقالت الفرقة الرابعة وهي جل الناس لا نعرف من الأقاويل شيئاً إن رسول الله ÷ قبض يوم قبض ولم ينصب أحداً ولم يوم إلى أحد ولم يأمر أحداً بالصلاة ولا غيرها وترك الأمة تختار لأنفسها واحتجوا بأحاديث زعموا أنه قال ÷: «لأن تختاروا لأنفسكم أحب إلي من أن أولي عليكم والياً إن أحسن كان لنفسه وإن أساء كان مني وكانت الحجة لكم علي غداً».
  إلى قوله # فسألنا هذه الفرق الأربع هل أجمعتم على ما ادعت هذه الفرقة من إمامة أبي بكر فقالت فرقتان معاذ الله ونحن نقول إن رسول الله قد نصب إماماً وأشار إليه، وادعت فرقتان منهم الإجماع معهما فبطل قول من قال