(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  بالإجماع بخلاف ما بين الفريقين.
  ثم سألنا عن هذا الاختيار لأبي بكر أكان أمراً من رسول الله ÷ وعهداً إلى قوم بأعيانهم ليختاروا إماماً؟
  فقالوا: لا، لكن من أهل المدينة.
  قلنا: فأين الإجماع وإنما كان بالمدينة من أصحاب النبي ÷ اثناء عشر ألفاً وغائب بالمواضع التي ذكرناها ألوف لا تحصى وأهل الدار والمهاجرون إليها الذين حضروا مختلفون لم يجتمعوا ولم يحضروا وعددهم ما رسمنا ولقد حضر السقيفة من أصحابه # ثلاثمائة جلهم من الأنصار وذلك ربع عشر أصحابه فهل اجتمعوا؟
  فإن قالوا: نعم.
  قلنا: يا سبحان الله كيف يكون الإجماع والأنصار تقول: منا أمير ومنكم أمير وأين الإجماع وسعد بن عبادة وابنه وعصابة معهما أبوا البيعة وسعد يصيح بأعلى صوته: يا معاشر الأنصار املكوا أيديكم عليّ قليلاً والناس كلهم الذين حضروا السقيفة يهرجون لم يقع الرضا من جميعهم حتى وثب أوس بن خولي فقال لأبي بكر: ابسط يدك أبايعك عندما سمع من يقول من الأنصار: منا أمير ومنكم أمير مخافة أن يتم هذا القول فيقدم الأنصار سعد بن عبادة فيكون أميراً وتكون الإمرة في الخزرج ويبقى أوس بن خولي وعشيرته سوقة وهم الأوس فدخله الحسد للخزرج ولسعد لما كان بينهم من الضغائن والحروب التي كانت في الجاهلية التي رفعها الله عنهم بمحمد ÷.
  هكذا ذكره الهادي # والذي وقفت عليه في بعض كتب التواريخ أن الذي كسر على سعد بن عبادة أمره وحسده وبادر إلى مبايعة أبي بكر هو أسيد بن حضير وبشير بن سعد ولهذا قال الحباب بن المنذر:
  سعى ابن الحضير في الفساد لحاجة ... وأسرع منه في الفساد بشير