شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 282 - الجزء 3

  يحل والعاقل يعلم إنما المعلن بذلك هم؛ لأنه مبني على إقرارهم فليعلمن ثم ليعلمن.

  وأما المجيب فوالله صريح قسم لا قسم خط بقلم إنه إنما يرجع في ذلك وأشباه ذلك إلى قول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ٤}⁣[الأحزاب]، وإلى قول رسول الله ÷، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}⁣[النجم]، إلى آخر كلامه # في هذا المعنى وهو طويل.

  وحكى الديلمي عن الفقيه العلامة أحمد بن موسى الطبري وهو من خواص أصحاب الهادي # وممن أحيا علم أهل البيت $ في اليمن بعد وفاة الهادي # قال الزحيف: وعلى يده انتشر مذهب الهادي # في اليمن وبينه وبين علماء المذاهب مناظرات ومراجعات وكان سكونه في آخر مدته بصنعاء وكان له من العناية بإحياء الدين في اليمن أضعاف ما كان منه في زمن الهادي وولديه المرتضى والناصر $ وقد كان هم بالرجوع إلى بلاده فهبط تهامة يريد الاستعانة على سفره بنائل سلطان زبيد فرأى في تلك الليلة رؤيا كأن الهادي # وقف عليه يقول له: يا أبا الحسين تخرج وتترك التعليم بأصول الدين في اليمن اتق الله ودع عنك هذا فانتبه مذعوراً فرجع ولم يدخل على الملك.

  فقال يوماً لبعضهم: أنت تقول: إن علياً # بايعهم؟

  قال: نعم.

  قال: فقولك هذا يخرج علياً عن الإسلام؛ لأنا إذا قلنا إنه بايعهم ثم نكث بيعتهم وخذلهم فالناكث والخاذل في النار لأنا نعلم أن المهاجرين قالوا لعثمان: اعتزل وإلا قتلناك قال: لباس ألبسنيه الله لا أخلعه أبداً، قالوا: نحن أثبتناك ليس الله، فإن انتزعت وإلا قتلناك فكره الاعتزال فحاصروه في داره أربعين يوماً فلما لم يرد أن يعتزل قتلوه وطرحوه على مزبلة فجعل الصبيان يجرونه ويقولون:

  أبا عمرو أبا عمرو ... رماك الله بالجمر