(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  # وهو يخطب فذكر عثمان فقال: «والله الذي لا إله إلا هو ما قتلته ولا مالأت على قتله ولا ساءني» انتهى.
  وفي نهج البلاغة في جواب علي # على معاوية: «وأَمَّا مَا سَأَلْتَ عنه مِنْ دَفْعِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَيْكَ فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَلَمْ أَرَهُ يَسَعُنِي دَفْعُهُمْ إِلَيْكَ ولَا إِلَى غَيْرِكَ ولَعَمْرِي لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ عَنْ غَيِّكَ وشِقَاقِكَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِيلٍ يَطْلُبُونَكَ لَا يُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ فِي بَرٍّ ولَا بَحْرٍ وَلَا سَهْلٍ ولَا جَبَلٍ إِلَّا أَنَّهُ طَلَبٌ يَسُوءُكَ وِجْدَانُهُ وزَوْرٌ لَا يَسُرُّكَ لُقْيَانُهُ والسَّلَامُ لِأَهْلِهِ» انتهى.
  وقال زيد بن علي # في جوابه لخالد بن صفوان حين قال له: أكل المسلمين قتله يا ابن رسول الله؟ فقال: لا، ولكن بعض قتل وبعض خذل والقاتل والخاذل سواء فمكث ملقى جيفة لا يدفن أياماً ثلاثة قال: فما منعهم من دفنه يا ابن رسول الله فقال: لو أنهم أرادوا دفنه لم يروا قتله، فأقام ثلاثة أيام على المزبلة فكان الصبيان يمشون(١) على بطنه ويقولون: أبا عمرو أبا عمروٍ ... الأبيات. انتهى.
  وليت شعري ما يقول هذا المشنع في ترك عثمان بعد أن قتل ثلاثة أيام لم يقبر ولم يحضره علي # ولا غيره للصلاة والدفن؟ هل يقول إن صلاة الجنازة غير واجبة؟ أو يقول: أخطأ أمير المؤمنين # وسائر الصحابة في ترك الصلاة والدفن لعثمان؟
  أو يتجاسر ويقول: إنه حضره وصلى عليه ودفنه كذباً وزوراً؟ وكفى صاحب هذا القول ضلالاً خروجه عن مركب السفينة التي هي النجاة من بحار الهلكة.
  وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الجواب الرافع للإشكال في الفرق بين التشيع والاعتزال ما لفظه: «ونحن نتمكن من نقض أعذارهم التي
(١) هذه الكلمة مطموسة في الأصل، وما أثبتناه من مجموع الإمام زيد #.