(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  اعتذروا بها، بفعل المعصوم الذي لا إشكال في عصمته، وهو أنه شهد قتل الرجل فما نهى عنه بكلمة واحدة، وهو يسمع الهايعة في داره، وقتل فأقام ثلاثة أيام مطروحاً ما أمر بدفنه، ولا بالصلاة عليه، ومنع من القبر في مقابر المسلمين، بمشهد أمير المؤمنين #، ومشهد الصحابة أجمعين مهاجريهم وأنصارهم، فقبر في حش كوكب مقبرة اليهود بلا خلاف في ذلك.
  وقد ذكره محمد بن جرير في تاريخه على شدة تعصبه للقوم وما اتصل بمقبرة بقيع الغرقد إلا في أيام معاوية أنف من ذلك فهدم الجدار وأمر بني أمية وخواصهم فقبروا بإزائه حتى اتصلت المقبرة ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وهو أحد من لعنه رسول الله ÷ وثلاثة من مواليه وابنته خامستهم فلما أرادت رفع صوتها بالبكاء عليه منعت من ذلك وكان من منعهم من الأنصار أن يقبر في مقابر المسلمين ويقبر في مقبرة اليهود أسلم بن أويس بن بجرة الساعدي وجبلة بن عمرو الساعدي وأبو حية المازني في عدة كثير من الأنصار. انتهى.
  وليت شعري ما قوله في نقض علي # لوقف عثمان بالمدينة الذي يعرف ببير وتين وإنما كان شراه من هذه الوجوه فإنه نقض وقفه فيها وردها تقسم على من يقتسم في بيت مال المسلمين. ذكر ذلك الإمام القاسم بن علي العياني # في كتاب التنبيه والدلائل.
  قال #: وقد سمعت عن بعض آل رسول الله ÷ أنه كان يروي عن علي # أنه كان يقول: آخذ كلما وجدت لعثمان ولو قد عاد صداقاً للنساء لأخذته من أيديهن ورددته إلى أهله.
  وأما قصة فدك فقد ذكرنا ما وقع فيها من الروايات وما هو الحق منها برواية المعتزلة وغيرهم من سائر الخصوم، وعلى الجملة فإن الأمة مجمعة على أن فاطمة & نازعت أبا بكر في فدك وعلى أنها رجعت بغير شيء وعلى أن الذي منعت