شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 340 - الجزء 3

  والأردية، فلما كان وقت العصر دخل عليهم أصحاب طلحة والزبير المسجد وهم يصلون فقتلوا جميع أصحاب عثمان بن حنيف وأخذوا عثمان فنتفوا لحيته وشاربه وأشفار عينيه وحاجبيه وانتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه.

  وقال ابن قتيبة: قتلوا من أصحاب عثمان بن حنيف خمسين رجلاً، ولما حضر وقت الصلاة تنازع طلحة والزبير وجذب كل منهما صاحبه حتى فات وقت الصلاة وصاح الناس: الصلاة الصلاة يا أصحاب محمد.

  فقالت عائشة: يصلي محمد بن طلحة يوماً وعبدالله بن الزبير يوماً، فاصطلحوا على ذلك.

  وسار علي # من المدينة واستخلف عليها أبا حسن بن عبد عمروٍ، وخرج على بغلة رسول الله ÷ ومعه من المدينة أربع مائة راكب من أصحاب رسول الله ÷، فلما وصل إلى أرض أسد وطيء تبعه منهم ستمائة ثم سار إلى ذي قار ووجه الحسن ابنه # وعمار بن ياسر ¥ فاستنفرا أهل الكوفة وعامله عليها يومئذ أبو موسى الأشعري فخذل الناس عنه فوافاه منهم ستة آلاف رجل، ولقيه عثمان بن حنيف فقال له: يا أمير المؤمنين وجهتني ذا لحية فأتيتك أمرد وقص عليه القصة.

  ثم قدم علي # البصرة وكانت وقعة الجمل بموضع يقال له الحريبة في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين.

  وخرج طلحة والزبير فيمن معهما فوقفوا على مصافهم فأرسل إليهم علي #: ما تطلبون وما تريدون؟

  قالوا: نطلب بدم عثمان.

  واصطف أصحاب علي # وقال لهم: لا ترموا بسهم ولا تطعنوا برمح ولا تضربوا بسيف أعذروا.

  فرمى رجل من عسكر القوم بسهم فقتل رجلاً من أصحاب أمير المؤمنين