[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  جرموز فخذ فرسك ودرعك فإن أحداً من الناس لا يقدم عليك وأنت فارس، فتهاون الزبير بما قال له الرجل الكلبي.
  فسار الزبير وسار معه ابن جرموز كالمشيع له فلما انتهى إلى وادي السباع استغفله فطعنه فقتله، وقد قيل إنه أتبعه فوجده نائماً في الوادي المذكور، وقيل: إنه قتله حين قام إلى الصلاة وفي ذلك تقول زوجته عاتكة ترثيه:
  غدر ابن جرموز بفارس بُهْمَةٍ ... يوم اللقاء وكان غير معرد
  يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
  ثكلتك أمك إن قتلت لمسلماً ... وجبت عليك عقوبة المتعمد
  ولما رجع ابن جرموز برأس الزبير وسلبه قال له رجل من قومه: فضحت والله اليمن أولها وآخرها بقتلك الزبير رأس المهاجرين وفارس رسول الله ÷ وحواريه وابن عمته والله لو قتلته في كفر لعز علينا ولمسَّنا عارك وكيف وهو في جوارك وحرمك.
  فقال ابن جرموز: والله ما أخاف فيه قصاصاً ولا أرهب فيه قرشياً، ثم أتى علياً # برأس الزبير فلم يأذن له وقال لحاجبه: بشره بالنار فقد سمعت رسول الله ÷ يقول: «بشروا قاتل ابن صفية بالنار».
  وروي أن ابن جرموز خرج على علي # يوم النهروان فقتل مع الخوارج.
  وروى أبو مخنف(١) واسمه لوط في كتاب وقعة الجمل أن علياً # قال: «إن صاحبة الجمل لتعلم وأولو العلم من أصحاب محمد أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي فاسألوها عن ذلك وقد خاب من افترى».
(١) هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الكوفي صاحب التصانيف، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة، عداده في ثقات الشيعة، واعتمده أئمتنا وقد نالت منه النواصب. (مفتاح السعادة باختصار).