[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  درهم فقال: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}[المائدة: ٩٥]، ولو حكم الحكمان بما في كتاب الله لما وسعني الخروج عن حكمهما.
  وأما قولكم إني كنت وصياً فضيعت الوصية فإن الله ø يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}[آل عمران]، أفرأيتم هذا البيت لو لم يحج إليه أحد كان البيت كفر، وأن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر وأنتم كفرتم بترككم إياي لا أني كفرت بتركي لكم.
  فرجع يومئذ من الخوارج ألفان وأقام أربعة آلاف.
  وقال في الحدائق: وأجمع أمير المؤمنين # على المسير إلى الشام ووافقوه على ذلك، فجمع من الحجاز والبصرة ونواحيها أربعين ألفاً وأنفذ على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في ستة آلاف، فمضى إلى أرض الجزيرة وسار أمير المؤمنين # حتى نزل أرض مسكن فلما كان في بعض الطريق من الليل خرج من أهل الكوفة والبصرة سبعة آلاف وقيل ثمانية آلاف فأغاروا وقتلوا خباب بن الأرت والي المدائن وأم ولده وولداً له صغيراً ورجلاً من بني أسد كان يحمل الميرة إلى عسكر علي # فقيل لعلي #: كيف نخرج وعدونا في مكاننا يغيرون علينا، فانصرفوا وانصرف أمير المؤمنين # إلى الكوفة ومضى الخوارج إلى شهروور(١) ونواحيها يغيرون ويقتلون ويسبون ورئيسهم من أهل الكوفة عبدالله بن وهب وزيد بن حصين ومن أهل البصرة مسعر بن فدكي والمستورد بن علقمة.
  فسار إليهم علي # ومعه قيس بن سعد وسهل بن حنيف ومعقل بن قيس وشريح(٢) بن هاني ومالك الأشتر في زهاء عشرة آلاف حتى انتهى إلى النهروان
(١) كذا في الأصل، والذي في الحدائق: شهرزور.
(٢) شريح بن هاني المذحجي، أبو المقدام اليمني من كبار أصحاب الوصي، شهد مع علي مشاهده، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، قتل سنة ثمان وسبعين. (الجداول الصغرى باختصار).