شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التحسين والتقبيح العقليين)

صفحة 152 - الجزء 1

  لا محالة، وذلك باطل يوجب الكفر بالله سبحانه.

  (مع أن استحقارهم) أي: الأشعرية ومن تابعهم من منكري ضرورات العقل (لنعم الله [تعالى] رد منهم لقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}⁣[النساء: ٥٤])، فنص سبحانه على عظم ما تفضل به على آل إبراهيم وأنعم به عليهم، (و) كذلك (قوله تعالى) مخاطباً لنبيئه ÷: ({وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}⁣[النساء: ١١٣])، فوصف تعالى فضله على نبيه ÷ بالعظم عكس ما زعموه (ومن رد آية) من كتاب الله تعالى (كفر) بالله سبحانه (بإجماع الأمة المعلوم) عندهم.

  (بل ذلك) أي: كفر من رد آية (معلوم من الدين ضرورة) إذ هو تكذيب لله سبحانه ومن كذب الله فلا شك في كفره، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٦٨}⁣[العنكبوت].

  (و) الجواب (عن) المسألة (الثانية) وهي حكم الأشياء قبل ورود الشرع أن نقول لهم: (التمكين) أي: تمكين المالك وهو الله سبحانه (من أملاكه) لنا (مع خلق العقل) فينا (المميز) لما يؤخذ منها وما يترك (إذنٌ) منه تعالى لنا بالتصرف في أملاكه والأخذ بما علمنا بالعقل حسنه والترك لما علمنا بالعقل قبحه لعلمنا أن الله سبحانه ما خلق الأرض وما عليها إلا لمصالح المخلوقين.

  وأيضاً فإن العقلاء يعلمون بالضرورة حسن التنفس في الهواء والمشي في


= # هذا لفظه: ينظر في هذا فهم لا يقولون: إنه يأمر بالقبيح وإنما يقولون إنه لا يقبح منه سبحانه، فألزموا أن يجوزوا عليه تعالى الأمر بالقبيح إلزاماً وهم لا يلتزمونه، فأما لو قالوا: إنه يأمر بالقبيح أمراً لكانوا كفاراً كفر تصريح؛ لأنه رد لما علم من الدين ضرورة، وأما الإرادة فهم يقولون: إنه سبحانه وتعالى يريد كل واقع في العالم، ومن ذلك القبائح الواقعة من العباد، بل يقولون: إنه سبحانه وتعالى هو الخالق لها، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. كتبه المفتقر إلى الله سبحانه مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، غفر الله لهم وللمؤمنين.