شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 377 - الجزء 3

  كاسه واتخذ له أتاناً وحشية ريضت له وذللت وصنع لها سرج ولجام من ذهب فكان يُركبه عليها ويسابق بها الخيل يوم الحلبة فجاء يوماً سابقاً وتناول قصبة السبق ودخل قبل مجيء الخيل وعليه قبا وقلنسوة من الحرير الأحمر فعظم لذلك عند يزيد وازداد حباً له وقال فيه بعض شعراء الشام:

  تمسك أبا قيس بفضل عنانها ... فليس عليها إن سقطت ضمانُ

  ألا من رأى القرد الذي سبقت به ... جياد أمير المؤمنين أتان

  ومن المشهور أيضاً الذي لا يمكن جحده أنه لما حمل رأس الحسين # إليه لعنه الله جعل ينكت ثناياه بقضيب كان معه فقال أبو برزة⁣(⁣١) الأسلمي: أشهد أني رأيت رسول الله ÷ يقبل ثناياه وثنايا أخيه ويقول: «أنتما سيدا شباب أهل الجنة» فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً، أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وشفيعك ابن زياد، ويجيء هذا ومحمد شفيعه.

  فغضب يزيد وأمر بسجن أبي برزة.

  فمن أين يا غزالي عرف أبو برزة أن يزيد لعنه الله قتل الحسين #؟ ثم جعل يزيد ينكت ثنايا الحسين # بقضيبه ويتمثل بقول ابن الزبعرى وزاد فيها بيتين:


(١) أبو بَرزة الأسلمي، نضرة بن عبيد بن الحارث، وقيل: عبد الله بن نضر. قلت: في الطبقات بالراء بعد الضاد المعجمة، وفي الاستيعاب والإصابة باللام هكذا: نضلة بن عبيد، وفيهما أنه أصح ما قيل في اسمه. أسلم قديماً، وشهد خيبر، وما بعدها، وكان عند يزيد بن معاوية لما جيء برأس الحسين بن علي ª فقال له: أما إنك تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، ويجيء هذا ومحمد ÷ شفيعه، ثم قام. ثم غزا بعد ذلك خراسان، ومات بها، سنة خمس وستين على الصحيح. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).