شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 378 - الجزء 3

  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

  فاسأل المهراس⁣(⁣١) عن ساكنها ... بعد إينان وهام كالحجل

  فأهلوا واستهلوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل

  فجزيناهم ببدر مثلها ... وأقمنا ميل بدر فاعتدل

  لست من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل

  وهذه الأبيات وحدها وإنشادها على الوجه الذي ذكرناه يوجب الكفر قطعاً.

  قال الفقيه العلامة عماد الدين حميد بن أحمد بن محمد بن أحمد المحلي الشهيد ¦ في كتاب محاسن الأزهار بعد ذكره لهذا الشعر: ولا خلاف بين الأمة في أن ذلك كفر بل من أقبح أنواعه.

  قال: وروينا بالإسناد المتقدم إلى السيد الإمام المرشد بالله # يرفعه إلى أبي جعفر # بإسناده في حديث فيه بعض الطول ذكر فيه تفصيل قتل الحسين # وفي آخره أنه لما وضع الرأس بين يدي يزيد وعنده أبو برزة الأسلمي فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه وهو يقول:

  نفلق هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما

  فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت آنفاً رسول الله ÷ على فيه يلثمه. انتهى.

  وروي أن يزيد لعنه الله قال في ذلك الموقف:

  لما رأيت حمايلاً يحدى بها ... ورؤوس قومٍ من ربا جيرون

  نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح ... فلقد قضيت من النبيء ديوني


(١) المهراس: بئر في أحد قتل عندها حمزة بن عبدالمطلب #. (من هامش الأصل).