شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 380 - الجزء 3

  كتب التواريخ، وقد علم الناس كافة أن النبي ÷ قال في ولديه الحسن والحسين @ إنهما سيدا شباب أهل الجنة، وقال: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما».

  وفي دون ما ذكرنا من ذلك علم ويقين بأنه كان راضياً ومحباً ومتشفياً وقد قال النبي ÷: «من شرك في دم مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله».

  وعنه ÷: «لو أن رجلاً قتل بالمشرق وآخر رضي بالمغرب لأشرك في دمه».

  وقال: «من كثر سواد قوم فهو منهم»⁣(⁣١) وقال: «من سود علينا فقد شرك في دمائنا»⁣(⁣٢) والتسويد هو التكثير بالنفس أو المال.

  وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة: «أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ١٥٧}⁣[الشعراء]، فما كان إلا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة».

  وقال # في خطبته بصفين: «أيها الناس إنه سيشرك في حربنا هذه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء» فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين كيف يكون في قوم لم يحضروا؟


(١) رواه الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) في مجموعه، وأخرجه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن مسعود وعزاه للديلمي وروى نحوه الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس بلفظ: (من سود مع قوم فهو منهم)، وابن أبي عاصم في السنة.

(٢) رواه الإمام الهادي (ع) في الأحكام، ورواه محمد بن منصور في أمالي أحمد بن عيسى (ع)، وفي الجامع الكافي.