(فصل): في إمامة الحسنين $
  وقال في البرهان(١) للإمام الناصر أبي الفتح #: هذه الآية خاصة في رسول الله ÷ وخيار أهل بيته من كان منهم على منهجه متبعاً لسنته فإن الله سبحانه اصطفاهم لوراثة الكتاب وائتمنهم عليه وحكم لهم به إلا من ظلم نفسه وقطع إرثه وبخس حقه فلا وراثة له.
  ومنهم مقتصد: والمقتصد المتوسط في الطاعات.
  ومنهم سابق: وهو صاحب المنزلة العليا في الطاعات. انتهى.
  وفي تفسير الحسين بن القاسم #: ثم أورثنا أي بعد وفاة النبي ÷ ملكنا وأعطينا الذين اصطفينا من عبادنا أي اخترنا من كل عبادنا وهم آل محمد ÷، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ... إلى قوله: فذرية محمد ÷ منازل ثلاث:
  منهم أوباش همج رعاع ظلمة كفرة أوضاع. ومنهم مقتصدون أخيار مطيعون، ومنهم سابق بالخيرات أي سابقون في الخيرات. انتهى.
  وروى الحاكم أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل بإسناده عن أبي خالد عن زيد بن علي # في تفسيرها قال: الظالم لنفسه المختلط منا بالناس، والمقتصد: العابد، والسابق: الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه.
  وروى أيضاً بإسناده إلى عبد(٢) خير عن علي # قال: سألت رسول الله [÷] عن تفسير هذه الآية، فقال: «هم ذريتك وولدك، إذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم على ثلاثة أصناف: ظالم لنفسه يعني الميت بغير توبة، ومنهم مقتصد يعني استوت حسناته وسيئاته، ومنهم سابق بالخيرات من زادت
(١) هنا طمس في الأصل، ولعل ذلك كما ذكرنا، والله أعلم. وأيضاً الكلام المذكور في البرهان.
(٢) عبد خير أبو عمارة الكوفي الهمداني: أدرك زمان النبي ÷، وروى عن أمير المؤمنين، وكان من كبار أصحابه. (الجداول الصغرى باختصار).