شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في إمامة الحسنين $

صفحة 396 - الجزء 3

  حسناته على سيئاته من ذريتك»⁣(⁣١). انتهى.

  قلت: وقوله: استوت حسناته وسيئاته ليس من كلام النبي ÷ وإنما هو تفسير له والمعنى أنه مؤمن من أهل الجنة لتكفير الله سبحانه سيئاته.

  وقوله في السابق: من زادت حسناته على سيئاته تفسير أيضاً، وإن قدرنا أنه من كلام النبي ÷ فلا بد من حمله على معنى أنه هو الشاهر لسيفه في الجهاد الإمام المفترض طاعته على جميع الأنام والله سبحانه أعلم.

  وقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}⁣[يوسف: ١٠٨]، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي @ أنه قال: لا نالتني شفاعة جدي إن لم تكن هذه الآية نزلت في علي خاصة.

  قلت: يعني قوله تعالى: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي}⁣[يوسف: ١٠٨]، فعلي هو المتبع لسبيل النبي ÷ ثم سرد الحاكم في هذه روايات بعضها عن زيد بن علي @ قال: قال رسول الله ÷ في قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}⁣[يوسف: ١٠٨]، من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعوا إليه.

  ثم ذكر الحاكم طريقاً أخرى إلى جعفر بن محمد في هذه الآية أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني قال هي والله ولايتنا أهل البيت لا ينكرها أحد إلا ضال ولا ينتقص علياً إلا ختال.

  وحكى الناصر # أن الناس اختلفوا في قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، ثم ساق كلاماً إلى قوله #: ورووا عن جعفر بن محمد # لما سأله أبو مريم عن ذلك فقال: هم علي والحسن


(١) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، ورواه عنه الإمام أحمد بن سليمان (ع) في حقائق المعرفة.