(فصل): في إمامة الحسنين $
  التحقيق من غيرهم.
  وبيان الاستدلال بهما) أي بهذين الخبرين (أنهما نص في وجوب تقدم العترة $) على جميع الناس (في جميع أمور الدين) كلها (ومن جملتها الإمامة) بل هي معظم الدين وأكبره لأن الإمام هو الحافظ لشريعة الله سبحانه والمقيم لحدودها والذائد عنها من أراد طمسها وتغييرها.
  (وقوله ÷: «ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال»(١) إشعار) منه ÷ (آخر بالإمامة) أي باختصاص الإمامة في العترة $ لأن المعنى أن من نازع أهل البيت $ في الإمامة وبغى عليهم بالمقاتلة فكأنما قاتل مع الدجال وقد علم أن الدجال يقاتل المهدي القائم في آخر الزمان # وقال ÷: «أمرت بطاعة الله وأمر أهل بيتي بطاعة الله وطاعتي، وأمر الناس جميعاً بطاعة الله وطاعتي وطاعة الأئمة من أهل بيتي، فمن تبعهم نجا ومن تركهم هلك، ولا يتركهم إلا مارق».
  (و) لنا أيضاً حجة على ما ذهبنا إليه (ما تواتر معنى) أي ما تواتر معناه وإن اختلف اللفظ (من رواية الموالف والمخالف من الأخبار المنبئة بالإمامة نحو قوله ÷: «من سمع واعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه في قعر جهنم»)(٢).
(١) حديث السفينة بزيادة: «فكأنما قاتل مع الدجال» رواه في صحيفة الرضا # عن علي #، وفي مناقب الكوفي عن أبي ذر، وفي مسند الشهاب القضاعي عن أبي ذر، والطبراني في الكبير عن أبي ذر.
(٢) روى نحوه الإمام الهادي # في مجموعه، ورواه الإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والإمام عبدالله بن حمزة # في العقد الثمين وغيره، والإمام المرتضى محمد بن يحيى الهادي # في كتاب الفقه، والمؤيد بالله # في شرح التجريد وقال: رواه الطحاوي، والإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين، ومن الإمامية: الصدوق في أماليه عن الحسين بن علي #، وفي بحار الأنوار، وفي رجال الكشي.