(فصل): في إمامة الحسنين $
  قال: فمن هو؟
  قالوا: ابن أخيك جعفر.
  فقال لهم: إن قال جعفر إنه الإمام فقد صدق فاكتبوا إليه وسلوه.
  قالوا: الطريق مقطوعة ولا نجد رسولاً إلا بأربعين ديناراً.
  قال: هذه أربعون ديناراً فاكتبوا وأرسلوا إليه.
  فلما كان من الغد أتوه فقالوا: إنه يداريك.
  قال: ويلكم إمام يداري من غير بأس أو يكتم حقاً أو يخشى في الله أحداً، اختاروا إما أن تقاتلوا معي وتتابعوني على ما بويع على ألسنتكم.
  قالوا: لا نفعل.
  فقال: الله أكبر أنتم والله الروافض الذين ذكر جدي رسول الله ÷ قال: «سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي ويقولون ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر يقلدون دينهم ويتبعون أهواءهم»(١).
  وقال الشريف الفاضل العالم زيد بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر بن عبدالرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب # في جوابه على عامر بن عبدالله الظليمي عما طعن فيه على الهادي # وقد زعم هو وأهل مقالته أن الإمام زيد بن علي # عجل هذه الأمة لأنه بمنزلة إبليس حيث قالوا إن أباه علي بن الحسين الإمام وإن أخاه محمد الباقر الإمام.
  قال فقال زيد #: ما سمعت هذا منهما أفتزعمون أنهما أعلماكم بهذا وكتماني، ولو سمعت منهما لكنت قد عققت وافتريت على أخي.
(١) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح عن محمد بن فيروز عن الإمام الهادي (ع)، ورواه الزيدي في المحيط بالامامة عن أبي العباس الحسني بسنده السابق.