شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 425 - الجزء 3

  (أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم معاوية بن أبي سفيان) لزعمهم أن علياً # غير إمام أو هو باغ.

  وهؤلاء في الحقيقة خارجون عن الانتساب إلى العلم والإيمان لتفضيلهم الكفار على وصي النبي المختار ÷ وقد قال فيه النبي ÷: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  وقال فيه أيضاً: «علي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي»⁣(⁣١) وغير ذلك مما لا يحصى.

  وقال (جميعهم) أي جميع الفرق التي تقدم ذكرها الناكبة عن مركب النجاة: (ثم) بعد الأربعة (سائر العشرة) المذكورين لما رووه عن النبي ÷ أنهم في الجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد وهذا الخبر مقطوع بكذبه عند أئمة أهل البيت $ وغيرهم من علماء الإسلام؛ لأنه لا يجوز أن يخبر الله ولا رسوله بأن فلاناً من أهل الجنة إلا أن يكون معصوماً كالأنبياء وأهل الكساء لما في ذلك من الإغراء بالمعصية في حق غير المعصوم، ولا خلاف في أن هؤلاء العشرة غير علي # ليسوا بمعصومين.


(١) أما قوله ÷ (علي مني وانا منه) فقد تقدم تخريجه.

و أما الباقي: فقد روى: «لحمه لحمي ودمه دمي» الإمام أحمد بن سليمان (ع) في حقائق المعرفة من جملة كلامه ÷ لأم سلمة، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ: قال رسول الله ÷ لأم سلمة: «هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي، هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وروى الحديث بلفظ: «لحمه من لحمي ودمه من دمي» المنصور بالله (ع) في الشافي والزيدي في المحيط، والكوفي في المناقب من جملة حديث طويل، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن عدي في الكامل، والعقيلي في الضعفاء، والرافعي في التدوين، وأخرجه الهندي في كنز العمال، والسيوطي في الجامع الكبير وعزياه إلى العقيلي.