(فصل في التفضيل)
  قال أبو مخنف في كتاب وقعة الجمل: إن علياً # قال: إن صاحبة الجمل لتعلم وأولو العلم من أصحاب محمد ÷ أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي فاسألوها عن ذلك، وقد خاب من افترى.
  فقال له الزبير: يا أبا الحسن كيف ملعون من هو من أهل الجنة؟
  قال: لو علمت أنكم من أهل الجنة ما قاتلتكم ... الخبر بطوله، وقد تقدم.
  (قلنا) في الاحتجاج على مخالفينا قد مر من الأدلة الموجبة لإمامته # بعد النبي ÷ بلا فصل ما يقتضي تفضيله على غيره وقد روي عن النبي ÷ التصريح بتفضيله في أخبار كثيرة متفقة المعنى وإن اختلف لفظها حتى تواتر ذلك وأفاد العلم قطعاً منها: ما رواه الناصر # في كتاب الإمامة بإسناده عن أنس بن مالك قال: دخل علي بن أبي طالب # على رسول الله ÷ فقال: «أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أخلفه بعدي»(١).
  وما رواه أيضاً بإسناده عن كثير بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله ÷: «لما كان ليلة أسري بي فأوحى الله ø إليّ في علي إنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين»(٢).
(١) رواه الإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، والحاكم الجشمي، ورواه في المحيط بالإمامة، وفي تنبيه الغافلين، وروى نحوه الإمام زيد بن علي # عن آبائه $ بلفظ: «أنت أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي ... إلخ»، وروى قريباً منه الإمام عبدالله بن حمزة # من خبر الإنذار يوم الدار في مجموع مكاتباته وفيه: «وخير من أخلفه بعدي»، وروى قريباً منه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أنس بلفظ: «وخير من أخلف بعدي» وروى الخطيب في المتفق والمفترق من سؤال سلمان عن الوصي بعد رسول الله ÷ بلفظ: «وخير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب».
(٢) رواه أبو العباس الحسني # في المصابيح، والإمام عبدالله بن حمزة في الشافي، ورواه في أنوار اليقين عن أبي العباس الحسني #، وعن ابن المغازلي بسنده إلى أسعد بن زرارة عن أبيه، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب، ورواه ابن المغازلي في المناقب، والبزار ذكره في كشف الأستار عن زوائد البزار، ورواه بهذا الإسناد الحاكم في المستدرك وصححه، وابن البطريق في =