(فصل في التفضيل)
  عبد مناف لأبيه وأمه لأن أمه # فاطمة(١) ابنة أسد أول هاشمية ولدت لهاشمي، وعبدالله أبو النبي ÷ وأبو طالب أمهما واحدة فكان له هذه الزيادات مع مشاركة بني هاشم في وساطة النسب، ولهذا قال بعض شعراء الشيعة:
= أحد الأجواد الذين ضرب بهم المثل في الكرم. وللشعراء فيه ما يؤيد هذا. ولد بمكة، وساد صغيرا فتولى بعد موت أبيه سقاية الحاج ورفادته (وهي إطعام الفقراء من الحجاج) ووفد على الشام في تجارة له، فمرض في طريقه إليها، فتحول إلى غزة (في فلسطين) فمات فيها شاباً. وبه يقال لغزة: «غزة هاشم» وإليه نسبة الهاشميين على تعدد بطونهم. (الأعلام للزركلي باختصار).
(١) فاطمة بنت أسد بن هاشم، أول هاشمية ولدت هاشمياً، أم أمير المؤمنين @، ومربية رسول الله ÷، كانت من السابقات إلى الإسلام، بدرية، وأول مبايعة؛ أوصت إلى رسول الله ÷ وقبل وصيتها. توفيت في السنة الرابعة، وكفّنها الرسول ÷ في قميصه، وقال: «إنما ألبستها لتكسى من حلل الجنة»، وغسلها علي #، وصلى عليها النبي ÷ وكبر عليها أربعين تكبيرة، وقيل له في ذلك؛ فقال: «كان ورائي أربعون صفاً من الملائكة، فكبرت لكل صف تكبيرة»، قال في الطبقات: واضطجع ÷ في قبرها وجَزَّاها خيراً، وقال: «إنه لم يكن أحد أبَرَّ بي بعد أبي طالب منها، واضطجعت في قبرها ليهون عليها ضغطة القبر». قلت: وروى في الاستيعاب، بسنده إلى ابن عباس ® قال: لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب، ألبسها رسول الله ÷ قميصه، واضطجع في قبرها؛ فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه؟ فقال: «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها؛ إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها ليُهَوَّن عليها». قلت: أخرج الطبراني في الكبير والأوسط، وابن حبان، والحاكم، عن أنس، قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل عليها رسول الله ÷ فجلس عند رأسها فقال: «رحمك الله يا أمي بعد أمي»، وذكر ثناءه عليها، وتكفينها ببرده. قال: ثم دعا رسول الله ÷ أسامة وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب، وغلاماً أسود، يحفرون، فحفروا قبرها؛ فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله ÷ بيده؛ فلما فرغ دخل رسول الله ÷ فاضطجع فيه، ثم قال: «الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيئك والأنبياء الذين من قبلي»، انتهى. وهذا توسل بالأموات، ولا يمكن التحريف فيه، بأن المقصود بدعائهم. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).