شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الإشارة إلى ذكر بعض الأدلة القاضية بتفضيل علي # وأهل البيت $]

صفحة 439 - الجزء 3

  والحسنان وفاطمة $ فكان المراد بالأبناء الحسنين @ وبالأنفس محمداً ÷ وعلياً #، وبالنساء فاطمة صلوات الله عليها.

  وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى عمرو بن سعد بن معاذ قال: قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا: يا محمد إنك تذكر صاحبنا.

  فقال النبي ÷: «ومن صاحبكم»؟

  قالوا: عيسى بن مريم.

  فقال النبي: «هو عبدالله ورسوله».

  قالا: فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت.

  فأعرض النبي ÷ عنهما يومئذ ونزل جبريل # بهذه الآية: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ...} الآية [آل عمران: ٥٩].

  فعادا وقالا: يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟

  قال: «نعم».

  قالا: من؟

  قال: «آدم» ثم قرأ رسول الله ÷: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ...} الآية.

  قالا: فإنه ليس كما تقول.

  فقال لهم رسول الله ÷: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ...} الآية [آل عمران: ٦١]، فأخذ رسول الله ÷ بيد علي ومعه فاطمة والحسن والحسين وقال: «هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا».

  فَهَمَّا أن يفعلا ثم إن السيد قال للعاقب: ما نصنع بملاعنته لئن كان كاذباً ما نصنع بملاعنته، ولئن كان صادقاً لنهلكن، فصالحوه على الجزية.


= والبلاذري في فتوح البلدان، وصححه ابن تيمية في منهاج السنة، ورواه التبريزي في مشكاة المصابيح، وصححه الألباني وغيرهم.