شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 440 - الجزء 3

  فقال النبي ÷ يومئذ: «والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد» وفي رواية: «والذي بعثني بالحق نبياً لو فعلا لمطر الوادي ناراً».

  وفي رواية عن جابر قال جابر: أنفسنا رسول الله وعلي بن أبي طالب، وأبناؤنا الحسن والحسين، ونساؤنا فاطمة $.

  وفي رواية: قال العاقب للسيد: إن لاعن بأصحابه فليس بنبي، وإن لاعن بأهل بيته فهو نبي.

  وفي رواية: فدعا علياً فأقامه عن يمينه ودعا الحسن فأقامه عن يساره ثم دعا الحسين فأقامه عن يمين علي، ثم دعا فاطمة فأقامها خلفه.

  فقال العاقب للسيد: لا تلاعنه إنك إن لاعنته لا نفلح نحن ولا أعقابنا.

  قال رسول الله ÷: «لو لاعنوني ما بقيت بنجران عين تطرف».

  وفي هذا من التفضيل والتعظيم لشأن هؤلاء الذين خصهم الله سبحانه ورسوله ÷ بالخروج للمباهلة ما لا يخفى على أهل البصائر لأن الله سبحانه وتعالى ما اختصهم بذلك إلا وقد جعلهم في الفضل والشرف وإجابة الدعاء وثبات الحجة على الخصم كمنزلة النبي ÷ في ذلك وإن كانوا لا يساوونه حقيقة بل هم كالشيء الواحد.

  ومنها قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}⁣[آل عمران: ١٠٣]، وقد تقدم ذكر هذه الآية وما روي فيها من الأخبار.

  ومنها قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ...} الآية [البقرة: ٢٧٤](⁣١)، روى الديلمي وغيره بالإسناد إلى ابن عباس قال: كان لعلي


(١) رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن ابن عباس وغيره، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه الخازن في تفسيره، والبيضاوي في تفسيره، وعبدالرزاق في تفسيره، ومقاتل في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، والواحدي في أسباب النزول، ورواه الطبراني في الكبير، والمحب =