شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 449 - الجزء 3

  ومثل هذا روى صاحب الكشاف عن النبي ÷ فانظر إذا رفع الله الذرية إلى درجة النبي ÷ من ذا يساويهم أو يدانيهم.

  ومنها قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١}⁣[النجم]، وقد مر ذكر الروايات في ذلك فلا وجه لإعادتها.

  ومنها قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ...} الآية [المجادلة: ١٢]، روى الحاكم أيضاً عن مجاهد قال: نهوا عن مناجاة النبي ÷ حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب قدم ديناراً فتصدق به ثم نزلت الرخصة في ذلك.

  قال: رواه جماعة عن ورقاء وجماعة عن مجاهد.

  وفي بعض الروايات عن علي # أنه قال: إن في القرآن لآية ما عمل بها غيري قبلي ولا بعدي آية النجوى، قال: كان لي دينار بعته بعشرة دراهم كلما أردت أن أناجي النبي تصدقت بدرهم، ثم نسخت.

  وفي بعض الروايات: حتى فنيَت، وفي بعضها: فكلمت رسول الله ÷ عشر مرات كلما أردت أن أناجيه تصدقت بدرهم.

  وعلى الجملة فلا خلاف بين أهل التفسير أن هذه الآية لم يعمل بها إلا علي


= وعبد الرزاق في تفسيره، والطبري في تفسيره، وابن عادل في اللباب، ورواه عن ابن عباس هناد في الزهد، وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل.

وأما الإمامية فقد روى الكليني في الكافي عن الصادق (ع) في هذه الآية قال: قصرت الأبناء عن عمل الآباء فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم، ورواه الصدوق في (من لا يحضره الفقيه)، والمجلسي في بحار الأنوار، وروى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع) بعد ذكر الآية قال: الذين ءامنوا: النبي ÷. وذريته: الأئمة والأوصياء À، وروى نحو ذلك في بصائر الدرجات بلفظ: «الذين آمنوا: النبي ÷ وأمير المؤمنين ... الخ»، والمجلسي في بحار الأنوار.