شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 452 - الجزء 3

  عن أبيه محمد، عن أبيه عمر، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ÷: «إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأعلمك لتعي وأنزلت علي هذه الآية {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢} لعلمي يا علي، وأنا المدينة وأنت الباب ولا تؤتى المدينة إلا من بابها»⁣(⁣١).

  ومنهم مكحول عن علي # مثله ومنهم بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله ÷ لعلي #: «إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق على الله أن تعي» قال: ونزلت: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢}، ثم ذكر الحاكم فيها روايات كثيرة عن ابن عباس وعن أنس وغيرهما متفقة في المعنى وأكثر اللفظ⁣(⁣٢).

  وعلى الجملة إن الرواية في هذا المعنى متواترة ولهذا قال علي #: ما سمعت من رسول الله شيئاً إلا حفظته ووعيته ولم أنسه.

  ومنها قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢}⁣[المعارج]، وقد ذكرنا هذا وقصة النعمان بن الحارث الفهري وسبب نزول هذه الآية فيما سبق عند ذكرنا حديث غدير خم، وذكر الحاكم فيها روايات عن أبي جعفر عن علي #، وعن أبي هريرة، وعن حذيفة بن اليمان.


(١) رواه الطبري في تفسيره عن بريدة، والواحدي في أسباب النزول عنه، والثعلبي في تفسيره، وابن أبي حاتم في تفسيره، ورواه القرطبي في تفسيره عن أبي برزة، وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر والبخاري عن بريده ... الخ، والآجري في الشريعة عن جابر بن عبد الله، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن وهب المكي وعن بريده، وروى بعضه أبو نعيم في الحلية، ورواه البزار في مسنده عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه مرفوعاً وعن جابر وعن أبي رافع، وأخرجه البري في الجوهرة عن ابن عمر بدون ذكر الآية وعزاه إلى أبي نعيم.

(٢) رواها عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (ع)، ورواها عن ابن عباس بطرق عدة، ورواها عن زيد بن أرقم. انظر شواهد التنزيل ج ٢ ص ٣٠٢ إلى ص ٣١٠.