(فصل في التفضيل)
  ومنها: قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥}[الإنسان](١) إلى تمام الآيات ثماني عشرة آية، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده إلى علي بن موسى الرضى قال: حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب $ قال: لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله ÷ فقال لي: «يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك لله نذراً أرجو أن ينفعهما الله به»(٢) فقلت: عليّ لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام، فقالت فاطمة: عليّ لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام، وقالت جاريتهما فضة: عليّ لله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام؛ فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فصاموا يومهم، وخرج علي إلى السوق فإذا شمعون اليهودي وكان له صديقاً فقال: يا شمعون أعطني ثلاثة أصواع شعيراً وجزة صوف تغزله فاطمة فأعطاه ما أراد فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله فأفرغ الشعير وألقى الصوف وقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة
(١) روى القصة الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان عن ابن عباس، والقرطبي في تفسيره عن قنبر مولى علي (ع)، وابن الأثير في أسد الغابة عن ابن عباس.
(٢) رواها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، وذكر القصة من حيث هي الإمام المهدي محمد بن المطهر (ع) في عقود العقيان، والإمام الحسن في أنوار اليقين، ورواها الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، وروى القصة محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن ابن عباس، ورواها الثعلبي في الكشف والبيان عن ابن عباس بعدة طرق، وأبو السعود في تفسيره، وذكرها الرازي في تفسيره، وروى القصة القرطبي في تفسيره عن قنبر مولى علي (ع)، وروى نزولها فيهم الإمام القاسم (ع) في مجموعه، وحفيده الهادي (ع) في كتاب الأحكام، وممن روى نزولها في علي (ع) المحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والحبري في تفسيره، و أبو حمزة الثمالي في تفسيره، وروى ذلك السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى ابن مردويه.