شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [ما يدرك بالعقل وأقسامه]

صفحة 161 - الجزء 1

  للعدد ونحو ذلك.

  ومفارقات وهي ضربان: مستمرة كسواد الزنجي وبياض الكافور.

  وزائله كصفرة الوجه⁣(⁣١) وحمرة الخجل.

  والشرح: «هو إيراد لفظ مرادف للفظ آخر أجلى منه عند السائل» كما إذا قيل: ما الذابل؟ فقلت: الرمح.

  (وإن لم يعر) الإدراك بالعقل عن النسبة (فتصديق) أي: يسمى إدراك النسبة بالعقل تصديقاً، وإنما سمي تصديقاً لصحة دخول التصديق في الخبر المطابق له.

  وكل واحد من التصور والتصديق ضروري ومكتسب، فالضروري منهما «هو الاعتقاد الذي لا يقف على اختيار المختص به مع سكون النفس إليه».

  وقد قيل في حده: «هو العلم الذي لا يمكن العالم به نفيه عن النفس بوجه من الوجوه» وهو ينقسم إلى:

  ما يحصل فينا مبتدأ كالعلم بأحوال أنفسنا من كوننا مريدين وكارهين ومشتهين ونافرين وظانين ومعتقدين وما شاكل ذلك.

  وإلى ما يحصل فينا عن طريق كالعلم بالمدركات فإن الإدراك طريق إليه.

  والمكتسب: «ما يقف على اختياره كذلك⁣(⁣٢)» مثال الضروري من التصور العلم بزيد ونحوه مما لا يحتاج إلى تحديده ومن التصديق العلم بأن الكل أكثر من الجزء وأن الظلم قبيح والعدل حسن وشكر النعمة وقضاء الدين واجبان ونحوه، ومثال المكتسب من التصور العلم بصورة شيء من المخلوقات لا يعلم إلا بالحد ومن التصديق العلم بأن العالم محدث وأن الله قادر ونحو ذلك مما لا يعلم إلا بالدليل.

  ولا بد أن ينتهي الاكتساب إلى ضرورة في طرفي التصور والتصديق وإلا لم


(١) كذا في الأصل، والذي في المنهاج: كصفرة الذهب.

(٢) أي: مع سكون النفس إليه. (من هامش الأصل).